العلاقة الزوجية في الشهر الكريم في هذا الشهر الكريم يجتهد الناس في العبادات وتقديم الطاعات رغبة في رضى
الله سبحانه وتعالى، فبعض الأزواج من يمنعوا أنفسهم تماما عن العلاقة
الزوجية وممارسة الجنس ظانين أنهم بذلك يحققون رضوان الله تعالى. ومن
الأزواج من لا يستطع التحكم بنفسه فيلجأ الى اختلاق الأعذار للمارسة
العلاقة الزوجية في نهار رمضان.
هنا تؤكد الدكتورة سعاد صالح أستاذة الفقه بكلية الدراسات الإسلامية
والعربية بجامعة الأزهر أن القبلة بشهوة محرمة في نهار رمضان، وإذا وقع
المحظور في نهار رمضان خاصة بعض الأزواج الذين تزوجوا حديثا فعلى كل منهما
-أي الزوجين– كفارة إطعام ستين مسكينا، أو صيام شهرين متتابعين وقضاء
اليوم، أما إذا أكره الزوج زوجته على ذلك فتكون الكفارة على الزوج وحده،
وعلى الاثنين قضاء اليوم. (والنية هنا هي الفيصل في تحديد من أكره من!!).
وعن اطارالعلاقة الزوجية في رمضان كما حددها الإسلام تقول الدكتورة
سعاد صالح: يحرم في نهار رمضان على كل من الزوجين "ملامسة" (جماع) الآخر
حتى غروب الشمس، وبعد المغرب يحل لهم ما كان محرما عليهم لقوله تعالى في
سورة البقرة : "أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكهو هن لباس لكم وأنتم
لباس لهن" وبالتالي إذا حدث اتصال بين الزوجين ثم حل الفجر عليهما قبل
الاغتسال فإن ذلك لا يؤثر في صحة صومهما، لحديث عائشة رضي الله عنها "كان
النبي صلى الله عليه وسلم يجامع أهله في رمضان، ويصبح جنبا وهو صائم"، لكن
ينبغي المبادرة بالاغتسال لأداء الصلاة.
أما عن أنسب الأوقات للممارسة الجنس في شهر رمضان فهو بعد الإفطار
بساعتين إلى ثلاث ساعات حتى نعطي الفرصة للجهاز الهضمي لأداء عمله بإتقان،
وتكون الممارسة عادية دون توتر ودون خوف من المضاعفات.. والممارسة الجنسية
في رمضان لا تمنع أداء العبادات والنوافل، فهناك متسع من الوقت لأداء صلاة
التراويح مثلاً بعد صلاة العشاء، ثم التوجه للمنزل للنوم والممارسة
الجنسية لمن أراد ذلك.
أما ممارسة الجنس بعد الفطور مباشرة فتؤدي الى متاعب ومشاكل منها:
1- عسر الهضم، والإحساس بالتخمة نتيجة التعطلالمؤقت للجهاز الهضمي
طوال فترة العلاقة الجنسية فيكثر التجشؤ (التكريعة) والحموضة والغازات.
2- عدم نجاح العلاقة الجنسية نفسها نتيجة تعطل وصول الدم إلى الجهاز
التناسلي خصوصا عند الرجل، وبالتالي ضعف الانتصاب الذي يعتمد أساساً على
اندفاع الدم واستمراره داخله.
3- الإحساس بالإجهاد السريع مع الحركة نتيجة ضعف الدورة الدموية في
الجسم لانصرافها إلى الجهاز الهضمي، وهو ما قد يؤدي إلى فشل العلاقة
الجنسية، ويسبب ارتباكاً وقلقاً لا داعي لهما.
وقد يلاحظ البعض وخصوصا الشباب والمراهقين نشاطاً غير عادي للرغبة
الجنسية أثناء فترة الصيام نهاراً، وقد يندفع أحدهم إلى ممارسة العادة
السرية، والسبب في ذلك أن الجوع والعطش يدفعان المخ أحياناً إلى إفراز
مواد مخدرة مثل الأندورفين وبعض الأفيونات العصبية، وهذه المواد لها تأثير
مخدر ومدغدغ للحواس، وهو ما يحرك الرغبة الجنسية ويدفع صاحبها إلى الخطأ
وإبطال صيامه!! وهذه عملية فسيولوجية طبيعية يجب أن ينتبه لها الشباب.
ولتجنب هذه الاحتمالات ننصح بتناول سحور مغذ في فترة متأخرة من الليل
أي قبيل الفجر بقدر الإمكان حتى لا يتعرض صاحبه للجوع والعطش طوال اليوم،
وما يتبع ذلك من نشاط جنسي غير مستحب، كما أن ممارسة بعض نشاط جنسي غير
مستحب، كما أن ممارسة بعض الرياضات أثناء النهار قد تخفف كثيراً من تأثير
أفيونات الجهاز العصبي وتصرف الذهن عن النشاط الجنسي.